مصر: بدء التدريب على نظام أومكس للتداول

في ضوء التطور الكبير الذي تشهده بورصة الأوراق المالية المصرية خلال الآونة الأخيرة أصبح اهتمام الهيئة العامة لسوق المال يزداد يومًا بعد يوم للحفاظ على كل هذا التقدم والنقلة الهائلة التي لم تشهدها البورصة منذ وقت بعيد، والعمل بجدية من اجل زيادة نشاط وعمق السوق، الأمر الذي أصبح ظاهرا وأمام الجميع من خلال زيادة الاستثمارات الأجنبية في مصر بعد أن تيقنوا أن السوق المصرية سوقًا واعدة وبانتظارها المزيد من الرواج والتقدم خلال المرحلة القادمة وذلك بعد تأكيدات من المراكز الاقتصادية العالمية والعربية راهنت على أن الاقتصاد المصري يسير بخطى منتظمة وثابتة نحو الأمام
. وجاءت الخطوة المهمة بتطوير وتحديث نظام التداول بالبورصة لاسيما بعد كثرة المشاكل والأعطال التي كانت ستتسبب في كثير من المشكلات لعل من أخطرها فقدان الثقة فيما بين المستثمرين بالسوق ( سواء كان مستثمر محلي أو أجنبي ) والبورصة. وهو ما حاولت أن تقوم به كل من الهيئة العامة لسوق المال وإدارة البورصة من خلال تقوية العلاقة بين البورصة والمستثمرين وكان نظام ( اومكس الجديد ) والذي بدأ التدريب عليه بالفعل حاليًا. وحسب ما هو منتظر، فإن هذا النظام سيقضى تمامًا على أخطاء الماضي وسيكون قادرًا على استيعاب كم اكبر من العمليات في ظل النشاط الحالي. وهو ما رحب به العاملون في مجال الأوراق المالية على اعتبار أن الوقت الراهن لم يعد يتحمل أي نسب من الأخطاء مهما كانت قليلة. و يقول محمد عثمان المحلل المالي بشركة اورونايل للاستشارات المالية ل ( إيلاف ) أن البورصة حاليا في أوج ازدهارها ونشاطها وكان من الأولى البحث عن أساليب جديدة ،ونظم عالمية للتداول لتواكب هذا الكم من النشاط الهائل ،وبرهن على ذلك بالنشاط الذي تشهده البورصة حاليا مما جعل النظام الحالي غير قادر على استيعاب هذا النشاط وهو ما ظهر بوضوح في الأعطال التي كثرت خلال الآونة الأخيرة.الأمر الذي يتسبب في العديد من المشكلات لعل من أخطرها هروب الاستثمارات الأجنبية إلى خارج السوق المصرية والسبب هو عدم قدرة النظام الحالي والمعمول به حاليا على تحمل عدد العمليات الرهيب والذي ازداد الفترة الأخيرة بسبب زيادة النشاط
. و أضاف انه من المنتظر أن يأتي النظام الجديد بالعديد من الايجابيات والفوائد لعل المستفيد الأول بها سيكون المستثمر وشركات السمسرة،مشيرا إلى أن التدريب على نظام ( اومكس ) قبل العمل به سيكون هو مفتاح النجاح الأول والرئيسي حتى يتسنى للشركات العاملة في مجال الأوراق المالية أن تقوم باستخدامه على الوجه الأكمل ومن ثم الشعور بان هناك اختلافا كبيرا حدث في ظل العمل بنظام التداول الجديد.وبالتالي يكون قادرا على استيعاب أي عدد من العمليات ومعالجة أخطاء النظام المعمول به حاليا والذي وان تحقق فمن الطبيعي أن نشهد نقلة هائلة ونشاط جديد يضاف إلى النشاط الحالي والذي يعيشه السوق . ويؤيده في الرأي محمد حسن مدير للعمليات بإحدى شركات الوساطة في الأوراق المالية الذي قال أن الوضع الحالي للسوق بات يحتم على كل القائمين على السوق سواء الهيئة العامة لسوق المال أو إدارة البورصة بضرورة المضي قدما نحو التطوير والتحديث لمواكبة التطور الهائل في الأسواق العالمية وكي نثبت للجميع أن هناك اختلافا حقيقيا لأوضاع وظروف البورصة المصرية والذي تعيشه حاليا عن أي وقت مضى . وأضاف أن نظام التداول الجديد ( اومكس ) هو نظام حديث للغاية واثبت نجاحات عديدة في الكثير من الأسواق لعل من أهمها السوق السعودي وسوق دبي، إضافة إلى انه نظام متطور ومعمول به في أسواق متقدمة،وبالتالي فان تفعيله في السوق المصري سيكون له فوائد عديدة ومتنوعة. وأضاف أن الغرض من تطبيقه ليس مجرد ديكور وإنما جاء من اجل معالجة أخطاء النظام الحالي والمعمول به الآن والتي بدأت في الظهور مع زيادة نشاط السوق وزيادة عدد المستثمرين والإقبال الكبير للمستثمرين العرب والأجانب إلى البورصة المصرية.مشيرا إلى أن زيادة نسبة الأعطال والتوقف لم يعد في صالح السوق حاليا وكان لابد من البحث عن حل وتمثل بالفعل في هذا النظام الجديد . و أكد حسن أن العمل بالنظام الجديد سيقضى تماما على كل هذه الأخطاء،مشيرا إلى انه مطلب عام وجماهيري من اجل تدعيم روح الثقة بين المستثمر وبين البورصة وحتى لا تفقد البورصة مصداقيتها.و أضاف انه يرحب تماما بهذا النظام طالما سيقضى على أية مشكلات أو أخطاء أو أعطال قد تظهر مستقبليًا مشيرا في نفس الوقت إلى أن ذلك يأتي في ضوء السياسة الجديدة التي تنتهجها الهيئة العامة لسوق المال في تطوير وتحديث السوق المصرية .
ومن ناحية أخرى يرى محمود شعبان رئيس مجلس إدارة شركة الجذور لتداول الأوراق المالية أن نظام التداول الجديد قارب على الانتهاء من التجهيز والإعداد له بالفعل،ومن المنتظر أن يبدأ العمل به مع بدايات العام المقبل وسيتم العمل به في ظل وجود النظام الحالي ( ايفا ) على أن تكون هناك عملية إحلال تدريجي وليس كلى منعا لحدوث أية مشكلات قد نراها في المستقبل القريب وحتى ترى الهيئة والبورصة أن النظام الجديد أصبح يعمل بشكل جيد و سينهى العمل بالنظام القديم وحتى تسمح الظروف بذلك،ويكون العاملين في المجال على درجة عالية من الكفاءة والخبرة التي تؤهلهم بالعمل بهذا النظام. وأشار شعبان في حديثه لـ"إيلاف" إلى أن الدليل على ذلك هو انه كان هناك نظاما للتداول قبل العمل بالنظام ( ايفا ) النظام الحالي وحين تم استبداله بالنظام ايفا حدثت مشاكل عديدة وكثيرة كان من الصعب التغلب عليها، وبالتالي فالهيئة والبورصة تضع هذه النقطة نصب أعينهم قبل البدء في العمل بالنظام الجديد وتلاشيا لأية أخطاء مستقبلية . و أضاف أن حجم التداول كان لا يتعدى 4 آلاف عملية في الوقت الماضي،إلا أن الأمر اختلف كثيرا و أصبحت عدد العمليات في اليوم الواحد تتعدى 40 ألف عملية يوميًا، وبالتالي كان من الضروري أن يكون هناك نظامًا قويًا وقادرًا على استيعاب هذا العدد الضخم من العمليات خاصة وان النظام الحالي والمعمول به لم يعد يتحمل والذي لم يراعى فيه أثناء تصميمه أية تطورات مستقبلية من الممكن أن تحدث وهو ما حدث بالفعل . و أشار إلى أن النظام الجديد لديه القدرة على تحمل الزيادة المطردة في عدد العمليات ونتوقع أن يستوعب حتى من مليون عملية يوميا وبالتالي فإن الأعطال التي كانت تحدث نتيجة عدم تحمل عدد العمليات ستنتهي إلى الأبد وهو ما يواكب التطور والتحديث . كما أن النظام الجديد سيفتح الباب على مصراعيه أمام الهيئة العامة لسوق المال للمضي قدما نحو التطوير المستمر خاصة وان أي تحديثات في ظل أي نظام تداول جديد وحديث سيكون أسهل بكثير من التطوير في ضوء المشكلات والأعطال التي تؤدى في نهاية الأمر إلى هروب رؤوس الأموال العربية والأجنبية وهو مالا نريده في السوق المصرية